ارتفاع ضحايا فيضانات تكساس.. 78 قتيلاً و11 فتاة في عداد المفقودين
ارتفاع ضحايا فيضانات تكساس.. 78 قتيلاً و11 فتاة في عداد المفقودين
كشف لاري ليثا، قائد الشرطة في مقاطعة كير التي تضررت بشكل خاص جراء الفيضانات التي تعرضت لها ولاية تكساس الأمريكية، أنه تم العثور على 68 جثة في المنطقة، بينهم 28 طفلاً، وأشار إلى أن عمليات البحث ستستمر "حتى يتم العثور على كل المفقودين".
ورُصدت 10 وفيات إضافية في مقاطعات ترافيس، بورنيت، كيندال، توم جرين وويليامسون، في حين حذّر الكولونيل فريمان مارتن من إدارة السلامة العامة بولاية تكساس من أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بحسب فرانس برس.
وارتفع نهر غوادلوبي في منطقة المخيم ثمانية أمتار خلال 45 دقيقة فقط، ما أدى إلى غرق المساكن واقتلاع بعضها، في حين كانت مئات الفتيات نائمات.
مخيم يضم 750 فتاة
ساد الذهول في مخيم "كامب ميستيك"، الذي كان يضم 750 فتاة عند اجتياح الفيضانات له، حيث تحوّلت أسرّة النوم والبطانيات إلى أكوام طينية، وابتلع الماء الألعاب والمقتنيات الشخصية للفتيات.
قال الحاكم أبوت بعد زيارة ميدانية للموقع: "لقد دُمّر المخيم بشكل مروّع لم أشهده في أي كارثة طبيعية من قبل"، مضيفاً عبر منصة "إكس": "لن نتوقف حتى نعثر على كل فتاة كانت في المساكن المتضررة".
وأفاد دالتون رايس، أحد مسؤولي مدينة كيرفيل، أن عدد الفتيات المفقودات تراجع من 27 إلى 11، دون أن يوضح أسباب الانخفاض الكبير، ولا تزال الأسر تنتظر أخباراً تحمل بارقة أمل، في وقت تتعاظم فيه الصدمة والألم.
وأعلن عن وفاة مالك ومدير مخيم "ميستيك" بالإضافة إلى مديرة مخيم صيفي قريب، ما زاد من عمق الفاجعة.
ترامب يعلّق ويعلن زيارة مرتقبة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "من المحتمل" أن يزور الولاية المنكوبة يوم الجمعة، نافياً وجود أي تقصير فدرالي. ووصف الفيضانات بأنها "كارثة تحدث كل 100 عام"، و"لم يكن بالإمكان توقعها"، على حد وصفه، رغم الانتقادات المتزايدة بشأن تقليص تمويل وكالات الأرصاد.
وأثناء وجوده في نادي الغولف بولاية نيوجيرزي، وقّع ترامب إعلان "كارثة كبرى" لتخصيص موارد فيدرالية عاجلة للولاية.
وأكد رئيس إدارة الطوارئ في تكساس، نيم كيد، أن فرق الإنقاذ الجوية والبرية والمائية تواصل تمشيط ضفاف نهر غوادلوبي بحثاً عن ناجين أو جثث، مشدداً على أن "العمل لن يتوقف حتى يتم العثور على كل المفقودين".
وشدد المسؤولون على أن سرعة تشكّل الفيضانات كانت "مفاجئة وصادمة"، وأن المنطقة تلقت خلال ساعات كمية أمطار توازي ما تستقبله عادة خلال شهور.
أزمة مناخية متكررة
أكّد علماء مناخ أن هذه الفيضانات، رغم كونها ليست نادرة، إلا أن شدّتها وتكرارها يرتبطان بتأثيرات التغيّر المناخي المدفوع بالنشاط البشري، الذي يفاقم الظواهر الطبيعية مثل الفيضانات، والجفاف، وموجات الحر.
وأشار مسؤولون إلى أن عدداً من الضحايا عُثر عليهم في مناطق بعيدة عن المخيم، بعد أن جرفتهم السيول لمسافات بعيدة وسط دمار طال منازل وسيارات.
وتعد ولاية تكساس من أكثر الولايات الأمريكية عرضة للفيضانات بسبب طبيعتها الجغرافية، وتاريخياً، تكررت حوادث الفيضانات المفاجئة في مناطق مثل "هيل كنتري"، إلا أن حجم الكارثة الأخيرة يعد من الأسوأ. مخيم "كامب ميستيك"، الذي تأسس في أوائل القرن العشرين، يُعد من أقدم المخيمات الصيفية للفتيات، وكان يستضيف سنوياً مئات المشاركات من أنحاء الولاية.
وتسلّط هذه المأساة الضوء على ضعف البنية التحتية للتحذير المبكر من الكوارث، خاصة في المناطق الريفية، وتعزز الدعوات لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لمواجهة التغير المناخي.